الخوارزمي من أشهر علماء المسلمين

تكتيكات صيد الصقور Falconry

عندما تكون الصقور متوجهة جنوبا أثناء هجرتها
يبقى همها الوحيد هو تأمين الطعام لتستطيع 
متابعة طريقها نحو وجهتها الأخيرة .

فتبيت مع غروب الشمس و تتابع تحليقها مع 
بزوغ الفجر ، ويكون تحليقها في الصباح الباكر
بشكل منخفض و قريب من سطح الأرض لتبحث 
وتراقب الأجواء حولها بالإضافة الى مراقبة أي 
شيئ يتحرك على الارض لعلها تجد فريسة ما
لتفترسها ، وتبقى على هذا الحال حتى تجد
شيئا تأكله او الى أن ترتفع درجة الحرارة في 
فترة ماقبل الظهيرة ، ثم تبدأ بالتحليق و الارتفاع 
عالياً ومن ثم تعود و تنخفض في فترات ماقبل
الغروب . 

صيد الصقور Falconry

هاتين الفترتين في الصباح و قبل الغروب هما
الفترات المناسبة لإصطيادها ومن هنا جاء 
المصطلح المعروف بين الطواريح ( الصيادين ) 
مقناص الصبح و مقناص العصر .

فالمعروف عند الطواريح أن صيد الصقور 
يبدأ من بزوغ الفجر الى ماقبل الظهيرة
 ثم يركنون او يأخذون قسطا من الراحة 
حتى فترة مابعد العصر ويتابعون 
الى مغيب الشمس وقت مبيت الصقور .

صيد الصقور بالنكل 

النكل يكون طائر من فصيلة الصقور الصغيرة

مثل الباشق أو الشرياص كما يقال له في بعض

الدول العربية . 

تغلق عينيه بالبرقع او بشريط لاصق ومنهم من

يقوم بتقطيب الاعين بالإبرة و الخيط ... !!!!

( ننصح بالابتعاد عن الطريقة الأخيرة لحرمانيتها )

وإغلاق أعين النكل لكي لا يهبط الى الارض عند 

مشاهدته لاي صقر في الاجواء المحيطة و القريبة

و يعلق في رجليه ميزان وهو عبارة عن خيط 

بطول ٢٥ سم ، وبالطرف الآخر للخيط يعلق 

الطعم ( النكلية ) و الطعم عبارة عن ريش لاحد

الطيور الصغيرة او شكل جربوع بري لإيهام

الصقور بأنها فريسة تم صيدها من قِبل الباشق

ويكون الطعم محاطاً بالشرك ( أعين الشبكة ) .

وهنا ننوه بأن المهمة الرئيسية للنكل هي 
استكشاف المنطقة المحيطة بنا اثناء عملية
بحثنا عن الصقور ، فكلنا يعرف ان الصقور
لها قدرة على الرؤية لمسافات بعيدة و ترى
وتلاحظ أي حركة ولو كانت على بعد ٥ كم .

يقوم الطاروح برمي النكل و بما أنه مغمض

العينين فغالبا لن يبتعد كثيرا و سيبقى يحلق

ويدور في نفس المنطقة ، طبعاً الطاروح يرمي

النكل حتى لو لم يرى أي شيئ في الأجواء ، 

وهنا إن كان هناك أي صقر أو أي مفترس على 

مسافة و قطر ( ٥ كم ) في الأجواء أو على 

الأرض سيرى النكل و يطير بإتجاهه ظناً منه بأن 

الطعم المعلق برجل الباشق فريسة يمكنه أن

يخلصها و يستولي عليها من الباشق .

وعند اقترابه سيقوم بمسح النكل عدة مرات

( المسح مصطلح معروف بين الطواريح ويقصد

به الإنقضاض الوهمي على الباشق لتخويفه 

أو تهديده ليرمي الفريسة التي بحوزته )

وبما أن الباشق لايرى و لايعرف مالذي يجري

حوله سيبقى متابعاً تحليقه إلا إذا أحس بالخطر

فغالبا سيبدأ ينخفض ويبحث عن الارض ليهبط .

و هنا أهم ما يستفيده الطاروح هو اقتراب الصقر

الى منطقته و الاجواء المحيطة ، فإن قام 

الصقر بضرب الطعم المعلق بالنكل سيقع في الشرك

ويتم سقوطه هو و النكل على الارض و إن لم يفعل

سيكون لدى الطاروح عدة خيارات أخرى و يلزمه

أن يتخذ قرارا سريعاً وهذا يكون حسب الموقف

امامه و حسب خبرته و معرفته بالإجراءات المتخذة

في هذه المواقف .

بعد اقتراب الصقر الى الاجواء المحيطة بنا أول

شيئ يمكن أن يفعله الطاروح إذا لم يتم طرحه

بالنكل هو رمي حمامة او فرّي أو قطا يكون قد

جهزها الطاروح مسبقأً و ألبسها الشبكة الخاصة

بها ، وعند مشاهدة الصقر للفريسة التي يعتبرها

سهلة المنال سيترك النكل غالباً و ينقض عليها

وعند امساكه بها سيحاول الابتعاد عن المنطقة

قليلاً ليهبط ويبدأ بتناول طعامه الذي حصل 

عليه او ربما يحاول الابتعاد لمسافات بعيدة

و هنا سيبدأ الطاروح بمطاردة الصقر بسيارته

او دراجته النارية فمنهم من يستخدم الدراجة

النارية في الاراضي الوعرة لسهولة طرد الصقر ،

و الصقر بما أنه يمسك فريسة برجليه سيكون

طيرانه على ارتفاع منخفض نسبياً و لن يكون

بالسرعة المعتادة له ، فيمكن أن يتم طرده من

الطاروح بالآلية أو المركبة التي يستقلها .

اذا قرر الصقر الابتعاد لشعوره بأي خطر ربما

يحاول أن يستغني عن الفريسة ليستطيع أن 

يسرع ويرتفع الى الأعلى مبتعداً عن أي خطر

يهدده ولكن ان كانت مخالبه عالقة في الشبكة

بمجرد أن يحاول رمي الفريسة ذالك وحده

كفيلاً بأن يعيق طيرانه لأن الفريسة ستبقى

عالقة في قدميه و تتأرجح في الهواء وهذا

ماسيجبره على الهبوط او السقوط أرضاً .

أما إذا لم يبتعد كثيرا و هبط من نفسه ليأكل

هنا يجب على الطاروح أن يكون هادئاً و يراقبه

من مسافة قريبة ويحاول أن لايقترب منه أكثر

من اللازم لكي لا يجفل الطير ، ويجب على 

الطاروح أن يضع في الحسبان إحتمالية أن

مخالب الصقر لم تعلق بعد في الشبكة او 

الشرك الموجود على جسم الفريسة ، لذا

غالباً مايقوم الطاروح بالدوران حول الصقر 

محافظا على نفس المسافة و بكل هدوء

وهذه العملية تسمى بالمداورة ، و الغاية

منها هي جعل الطير يدور فوق فريسته

اكثر من مرة لأنه سيكون مراقباً لأي حركة

حوله و سيدور مع دوران الطاروح لمراقبته

وهذا لضمان وتأكيد تداخل مخالب الطير

بأعين الشرك او الشبكة عند دورانه فوقها .

بعد أن يتأكد الطاروح من إتمام هذه العملية

سيتجه نحو الصقر بسرعة وعند محاولة الصقر

للهرب سيجد نفسه عالقاً بالشرك و عند تأرجح

الطعم تحته سيعيق ذالك من طيرانه ويسقط

ارضا ، ويكون الطاروح قريبا منه فيمسكه .

حسناً ، ماذا لو لم تعلق مخالب الصقر في 

الشبكة وطار وبقيت فريسته مكانها بعد 

كل الاجراءات و المحاولات من الطاروح ؟

هنا وفي هذه الحالة المعروف عن الصقور

أنها لا تترك صيدتها او فريستها و تبتعد

عند شعورها بالخطر لكن بمجرد زوال 

الخطورة ستعود إلى فريستها ، 

ولهذا يتوجب على الطاروح وبأقصى

سرعة ممكنة أن يتوجه الى الفريسة

أو الطعم الذي تركه الصقر و يقوم بربطها

بخيط و تثبيته بالأرض بأي شيئ او ربطه

بشيئ ثقيل مثلاً ( حجر أو مفك ) و يمكنه

أن يُلبس الطعم شبكة إضافية لضمان تداخل

مخالب الطير فيها و يترك الفريسة في مكانها

طبعا و يحاول قدر الإمكان عدم لفت انتباه

الصقر لأي شيئ متغير في المكان و من ثم

يبتعد قدر الإمكان و يراقب ماسيحدث من 

مكان بعيد ، وغالباً سيعود الصقر لفريسته

عند شعوره بزوال الخطر وان المنطقة القريبة

من الفريسة خالية .

وعندما يتأكد الطاروح من أن الصقر قد علق

بالشبك يتوجه اليه ويتم طرح الصقر بإذن

الله . 

نتمنى أن نكون قد وفقنا في إيصال المعلومة
بشكل جيد و مبسط في مقالتنا هذه 
وأن تكونوا قد إستمتعتم في قراءتها .

هذه المقالة كانت بعنوان :

صيد الصقور Falconry

ونشرنا سابقاً مقالة شرحنا فيها طريقة

صيد الصقور بالكوخ ننصح بالرجوع إليها

وإلى قسم الصيد و المقناص للإطلاع 

على باقي المواضيع .

طريقة صيد الصقور بالكوخ

قسم الصيد و المقناص